ابن الله الأول و الوحيد

ظهر في التاريخ القديم والمعاصر مسحاء كذبة كثيرين، فكل نبي كاذب هو مسيح دجال. لأن كلمة المسيح ترمز إلى النبي الصادق والمخلص للشعب والممسوح من الله بدهن البركة. ولعل أشهرهم هو شابتاي زيفي ( 1626-1676).
ولد شابتاي زيفي من والدين يهوديين من أصل اسباني ، و عاش حياة زهد وكان قبالياً سلفياً من المتعلقين بالتراث كأساس للإيمان. أراد أن يكون هو المسيح المنتظر حيث ساد اعتقاد بأن ظهوره سيكون في عام 1666 حسب رؤى و حسابات بعض المهووسين المسيحيين بينما القباليون حسبوا أن عام 1648 هو عام الخلاص. فتمركزت أفكار زيفي على الأمور الغيبية بالدرجة الأولى و أعلن نفسه أنه هو المسيح عام 1648.
ضج يهود إزمير من هذا الإجتراء و حكم عليه رئيس الحاخامين بالإعدام. غادر زيفي إزمير إلى سالونيكا عام 1651 و منها إلى القسطنطينة حيث استقبل بكل ترحاب. و في عام 1663 رحل إلى فلسطين ثم إلى القاهرة ثم عاد إلى الأرض المقدسة و صار يوقع رسائله " ابن الله الأول و الوحيد سبتاي زيفي " .
ألقي القبض عليه و أرسل بحراً إلى استانبول في عهد السلطان محمد الرابع "1648- 1687 ". أنكر سبتاي الإتهام فسيق إلى سجن "زندان قابي" حيث سيم أشد أنواع العذاب ثم نقل إلى سجن "جناة القلعة" ثم ظهر مسيح بولوني هو ناحيم كوهين و قدم شكوى ضده إلى السلطنة فأمرت الحكومة بنقله إلى قصر أدرنة و حضر شيخ الإسلام و السلطان محمد الرابع الإستجواب و قيل له : "أنت تدعي أنك المسيح فسنجردك من ثيابك و نجعلك هدفاً لسهام المهرة من رجالنا فإن لم تغرز السهام في جسمك فسيقبل السلطان ادعائك". فهم سبتاي ما قيل له فأنكر أنه المسيح و أعلن إسلامه تحت اسم محمد عزيز أفندي و طلب من أتباعه الدخول في الإسلام فصاروا مسلمين في الظاهر و سبتائيين في الباطن و أطلق عليهم الأتراك اسم الدونمة و توفي سبتاي في ألبانيا في 30\9\1676 .