بدادا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى قرية بدادا
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ليه تشغل مخك؟... اتركها للخبير الأجنبي فهو أعلم منك!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Mardokh




عدد المساهمات : 89
تاريخ التسجيل : 23/06/2009

ليه تشغل مخك؟... اتركها للخبير الأجنبي فهو أعلم منك! Empty
مُساهمةموضوع: ليه تشغل مخك؟... اتركها للخبير الأجنبي فهو أعلم منك!   ليه تشغل مخك؟... اتركها للخبير الأجنبي فهو أعلم منك! Icon_minitimeالسبت سبتمبر 19, 2009 5:16 pm

تقول القصة إنه في قديم الزمان حدث أن شيوخ قرية ما في أرض بعيدة جلسوا من أجل حل مشكلة صعبة واجهتهم، ورغم تكرار المحاولات كان الفشل حليفهم مرة بعد مرة بعد مرة، في إيجاد حل، فاقترح أحدهم أن يحضروا شخصا حكيما من قرية مجاورة ليأتي ويساعدهم،( سأجعلها سيدة عجوز ) وحين حضرت تجمع الناس للاستماع لما ستقدمه لهم من حكم تفيد في حل المعضلة التي أرهقت مجلس شيوخهم وهم يحاولون أن يتوصلوا لحل، وقفت هذه السيدة على صخرة عالية في وسط ساحة القرية، وضعت عصاها أمامها، وهي تزم شالها حول جسمها ثم وضعت كلتا يديها على رأس العصا ورفعت وجهها، وأخذت تنظر إليهم كأنها تتفحص الوجوه وجها.. وجها، وبعد دقيقة صمت خرج صوتها الأجش قائلة: "هل تعرفون ما سأقوله لكم؟" فرد الجميع بصوت واحد: "لا"، حينها زمت شفتيها وبعد نظرة سريعة شملت القرية من أقصاها لأقصاها، أجابت وهذه المرة رفعت صوتها قليلا، ولكنه ظل عميقا أجش، وقالت "لن تتعلموا إلا إذا كان لديكم علم مسبق، وإن كان هذا ليس متوفرا لديكم فما سأقدمه لن يفيدكم وفي هذه الحالة سأرحل"، ثم نزلت من على الصخرة واستدارت وتركت القرية، كل ذلك والقرية تراقب بذهول، للحظات وقف الجميع مذهولا، أبعد كل الذي قمنا به من تجهيزات استقبال وضيافة تأتي لتقول لنا ذلك؟
مرت الشهور والمشكلة لم تحل بل ازدادت تعقيدا، ومرة أخرى جلس الشيوخ لمناقشتها وتوصلوا إلى توجيه الدعوة للحكيمة مرة أخرى، وقبل وصولها، اتفق الجميع على إجابة واحدة ونشروها لدى الجميع، فحين أتت وتولت مكانها فوق الصخرة، سألت "هل تعرفون ما سوف أقوله لكم؟"، فصاح الجميع بصوت واحد: "نعم"، فحدقت فيهم وقالت "إذا كنتم تعرفون ما سوف أقوله إذا ليس لدي ما أقوله لكم"، وفي وسط دهشة الجميع استدارت وغادرت!
أصيبت القرية بالإحباط، ولكن بعد عدة أشهر، وجهت الدعوة للمرة الثالثة، وهذه المرة كانوا على استعداد تام لها، وحين حضرت سألت سؤالها المعهود:
"هل تعرفون ما سوف أقوله لكم؟" فأجاب نصف السكان بـ"نعم" والنصف الثاني بـ "لا"، نظرت المرأة الحكيمة إلى الناس وقالت "أولئك الذين يعرفون يجب أن يجتمعوا بالذين لا يعرفون ويعرفوهم، وبعدها سوف يعلم الجميع"، قالت هذا، ووسط الدهشة والحيرة، استدارت وغادرت ولم تعد ثانية للقرية.
وفي تلك الليلة، رأت امرأة مسنة حلما فقصته في اليوم التالي على القرية "الليلة الماضية، سمعت صوتا يقول إن معنى رسالة المرأة الحكيمة أنها كانت تريدنا أن نعلم أن المعرفة لدينا وما علينا سوى البحث عنها داخل أنفسنا كأفراد وكمجتمع".
المعرفة يمكن أن نستمدها من مجتمعنا من تراثنا من تقاليدنا، وليس بالضرورة أن نعتمد دائما على الخبراء من الخارج، فلدينا الخبرة ولدينا المعرفة، كما كانت وستظل دائما لدينا الحكمة التي نستمدها من تراثنا من حكمائنا ونجدها لدى كبارنا وصغارنا ولكن نحن لا نملك الثقة الكافية في أنفسنا لنرى! فكلما واجهتنا معضلة أو مشكلة ما "هاتوا الخبير الأجنبي" وأهلوا وسهلوا وفكوا الجيوب وأخرجوا الفضة والذهب ليقول لكم إن الإجابة كانت دائما عندكم، ويستدير إلى الخلف ويتركنا نبحلق ونحوقل، وقد نبتسم ولكن أي نوع من الابتسامات سوف تكون؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ليه تشغل مخك؟... اتركها للخبير الأجنبي فهو أعلم منك!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
بدادا :: منوعات :: مواضيع حرة-
انتقل الى: